صورة فوتوغرافية للوحدة
كل تلك الأسرار التي ناجاني بها البعض في لحظات الهشاشة أو الملل..
الغرف المعتمة التي زارها النور فجأة ,
و الحميمية التي اندلعت بالتبعية متضافرة مع الحكاية ,
الوجوه التي صارت مألوفة بعدما إنفتحت صناديقها المغلقة علي غير توقع..
مثل رفيقة سفر ,
أراحت رأسها علي كتفك لوهلة ,
ثم لملمت حاجياتها و مضت لحال سبيها
فور أن جاءت محطة المغادرة
الحميمية المباغتة التي كانت تعني
أنكما بلا مستقبل مشترك
و الحميمية التي كانت تعني ,
أنك الفارس المنتظر..
ثم الإختفاء الذي يكشف أنك لم تكن ذو قيمة كبيرة في سياق تلك الحياة
سوي إستراحة علي منتصف الطريق ..
و الإختفاء الذي يشير في صمت
أنك كنت تعني كل شيء..
ذلك التلصص أو الفضول
الذي يدفعك لإقتفاء أثر الحكاية
كيف آلت و كيف إكتمل نسيجها..
في النهاية
كل الأحاديث التي نسترق السمع إليها
تبدو ذات قيمة
حتي و إن كانت مجرد شخص
يلقي السلام بلا أمل في الرد..
علي المقابل كل تلك اللحظات
التي قررت فيها أن تحكي
تفتح صناديق أسرارك صفا تلو الآخر
فينساب الحديث
فأصبحت رفيقة المناجاة
إما حبيبة محتملة
و إما مؤرخا لأخطائك الأبدية
السائق الذي إنهارت صلابته في إشارة مرور طويلة
فقرر أن يسترسل في ذكري مؤلمة
ربما لم يقصها قبلا و ربما لن
القتاة التي جمعتني بها الصدفة
في تدخين سيجارة في ذلك المقهي
و كيف إنهمكت في طقوس إعتراف
لكل خطايا الماضي
نبرة صوتها التي إختلفت قليلا
حين بدأت في الكذب
بخصوص الجزء الأكثر إحراجا
من روايتها الطويلة
الرسالة التي وصلتني بالخطأ
لكن صاحبها لم يثنيه
ذلك التشابه في الأرقام
عن مواصلة الفضفضة
بحثا عن ميناء آمن
علي الجانب الآخر من الخط..
البعض يحكي لثقل الحكاية علي القلب
أو تفاديا لنسيان محتمل
و ربما لأرشفة القصة كما يحب أن يتذكرها
و ليس كما حدثت في الواقع
و البعض لا ينشد سوي قبسا من الأنس
في الليالي الموحشة
أو ربما
لإفتراش ثقة مخادعة
تكلفتها القليل من التعري
مثلما يجمع البعض الطوابع
ألتقط تلك الحكايا
فأغزل منها نسيجا
أدعي أنه الحياة
تماما كالفرق
بين إمرأة عجوز تجلس علي عتبة الحقل
و صورة فوتوغرافية
لذات المرأة تجلس علي نفس العتبة
لكل أولئك الوحيدون
الذين خلعوا أقنعتهم للحظات
ثم تداركوا الأمر
و مضوا
لإستكمال الحياة
Comments
Post a Comment