لما بيفضي المسرح
مع كل نغمة جديدة ،
كان أحد الحاضرين في القاعة الصغيرة ،
يغادر بلا رجعة..
الحفلة مجانية علي كل حال
لكن في النهاية ،
سيغادر البعض بصحبة ذكري سيئة للخذلان ،
سيقول بعضهم لم يروقني المقام ،
كان الإيقاع شديد الهدوء أو الصخب ،
كانت الأشعار بوهيمية أو مبتذلة..
مع كل مغادرة كانت بذرة جديدة للإرتباك ,
تنمو بروح العازف ،
ربما عليه أن يغير الكلمات أو اللحن أو القاعة..
فقط بقيت بعض الوجوه المألوفة ،
و البعض ممن بدا أن لا شيء آخر لديهم ,
لإضاعة بعض الوقت..
تلك ثغرة واضحة للحياة ،
الطقوس العادية للبعض ،
قد تترك وطأة ثقيلة علي البعض الآخر ..
ستبقي الغصة بحلق العازف ,
للدنيا طريقتها في سحق البراءة ،
أثر الفراشة في النهاية يبقي ،
و يصبح رفيقا للعمر..
كمن ينتقي البهارات من علي الأرفف ،
تسربت أغاني جديدة للحفلة ،
زاد الحضور ليلة بعد ليلة ,
و بدأت الصفوف في الإكتظاظ..
ثابر علي الإبتسامة ،
علي الغربة التي لا حيلة له فيها مع الزوار الجدد ،
و مع نفسه القديمة ,
تلك مفارقة أخري هنا..
النفور و الطمأنينة ،
لا مكان لهما في العرض العام ،
أحلام الصبر و التآلف ،
تبدو عصية علي أرض الواقع..
فيبقي الإختيار أو الموازنة ،
بين العزلة و دفء الونس..
إنشغل بالعد حتي نسي لحنه الأصلي ،
لمعت بعقله مساومة جديدة ،
سيجتذب الآذان بلحن يحبه الناس ،
ثم يتبعه بلحن ينتمي إليه ..
معادلة قد تبدو سخيفة ،
لكنها قد تصلح كحيلة خائبة لبعض الزمن ،
حتي يعتاد الوقوف بمطبخه ،
ليطهو شيئا يحبه ،
لتلك الوجوه المألوفة التي بقت في النهاية..
Comments
Post a Comment